tg-me.com/ALGSALAF/20742
Last Update:
💥 التاريخ يعيد نفسه
ما أشبهَ مجالسَ الشيخِ العلامةِ فركوس حفظه الله بمجالس السلف ، في كثرةِ جموعِها والوافدين إليها من كلِّ حدَبٍ وصَوب ، كيف لا وقد إلتمس الحاضرون في هذه المجالس الطيِّبة النافعة ، قوَّةَ العلمِ الرَّصين والتأصيل المتين وتعليم قواعد الدين منْ نصوص الوحيَين ، بلا إفراطٍ ولا غلوٍّ في الدين ، ناهيك ما يتعلَّمُه الطلابُ منْ هدي الشيخ وسمتِه وطريقةِ تعامُله مع الوافدين سواء طلبةَ علمٍ مُستفيدين أو شانئين متربِّصين ، بل يكفي فضلاً لمَن حضر ولم يتمكن منْ سماع الدرس أو فهمِ كلامِ الشيخ يكفيه ما يُعايِشُه من أجواءٍ في تلك الجموعِ السعيدةِ بلقاء الشيخ والمستبشرة بما حصَّلت من منافعَ وفوائدَ جليلة ، مما يرفعُ همَّةَ طالبِ العلم ، وزيادة الرغبة في حضور مجالس العلماء ، بل يفرحُ الواحد منهم عند اللِّقاء بإخوانه منْ كلِّ مكان ... فيا لهُ من مشهدٍ مٌبهِجّ يشرحُ قلوبَ المؤمنين ، ويوغِرُ صدورَ الشانئين ...
وقد عايَشنا في مجالسِ الشيخ حفظه الله ورعاه ما قرأناه في سِيَر السّلف والتابعين ، فها هو التاريخ يعيدُ نفسه - كما يقال - وما أشبهَ مجالس السّلف بمجالسِ عالم الجزائر ، فمنْ منَّا لم يقرأ عن مجالس الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله :" أنه كان يجتمع في مجلسه -رحمه الله- زهاء خمسة آلاف أو يزيدون، ونحو خمسمائة يكتبون -يعني يكتبون الحديث، والباقون يتعلمون منه حسن الأدب والسمت "
سير أعلام النبلاء (11/ 316).
وهاك صوَرًا أخرى من صُوَر السلف في طلبِ العلم كأنّها مجالسُ الشيخ اليوم ، ذكر الخطيب البغدادي رحمه الله في الجامع لأخلاق الرواي
عن جَعْفَرَ بْن درستوَيه -رحمه الله- قال:
كُنَّا نَأْخُذُ الْمَجْلِسَ فِي مَجْلِسِ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ وَقْتَ الْعَصْرِ الْيَوْمَ لِمَجْلِسِ غَدٍ فَنَقْعُدُ طُولَ اللَّيْلِ مَخَافَةَ أَنْ لَا يَلْحَقَ مِنَ الْغَدِ مَوْضِعًا يسْمَعُ فِيهِ.
وَرَأَيْتُ شَيْخًا فِي الْمَجْلِسِ يَبُولُ فِي طَيْلَسَانِهِ وَيُدْرِجُ الطَّيْلَسَانَ حَتَّى فَرَغَ مَخَافَةَ أَنْ يُؤْخَذَ مَكَانَهُ إِنْ قَامَ لِلْبَوْلِ !!
_وهذا الزَّبيدي عالم اللغةِ الشهير قد طلبَ العلم على يَدِ أبي عليِّ الفارسي ، ففي ذات مرَّة نام في بيتِ الدَّواب الذي كان خارجَ دارِ أبي عليِّ الفارسي، وكانت فيه دابَّةُ أبي علي، وإنما فعل ذلك لأجلِ أن يسبِقَ الطلبة إلى أبي عليِّ الفارسي قبلَ أن يزدحِموا عليه، ففي ذات مرَّة خرج أبو علي من بيتِه لصلاةِ الفجر مبكِّراً قبلَ طلوع الفجر، فشعر به الزَّبيدي فتبِعَه في الظلام، فخاف أبو علي وظنَّهُ لصًّا وقال: ويْحَك منْ تكون؟ قال أنا تلميذُك عبدُ الله الزَّبيدي، فصاح فيه: إلى متى تتبعني؟ والله ما على الأرض أحدٌ أعلمَ بالنحوِ منك .
_ وهذا أبو العلاء الهمداني يقول : رحلتُ إلى بغداد لطلب العلم، فكنت أبيتُ الليلَ في المساجد وآكل خبز الذّرّة .
وهذا ابن الجوزي يقول : كنت أدور على المشايخ لسماع الحديث فينقطع نفسي من العَدْوِ لئلاَّ أُسبَق .
وما مِن أحدٍ حضرَ مجالسَ الشيخ حفظه الله إلا وتسابق ليحظى بالأماكن الأولى في مكتبتِه حفظه الله أو تزاحَمَ عليه عند خروجه ودخوله حفظه الله ليحظى بلقائه والسلام عليه وطرح الأسئلة عليه حفظه الله ورعاه ، وفيه من صار يبيتُ في حيِّ الشيخ ، فمنهم من يبيت في فندقٍ ومنهم من يبيت في سيارته بل منهم من نام في الشارع ... ابتغاء حضور مجلس الشيخ حفظه الله
ولقد صدق أخونا الشيخ الفاضل نور الدين يطو وفقه الله عندما قال : ( من حضر مجالس الشيخ ولو لمرة واحدة سيذكرها في المستقبل ويفتخر بحضوره عند الشيخ العلامة فركوس حفظه الله )
أبو عمران أنس الجزائري
ليلة الجمعة 01 جمادى الآخرة 1445 ه_
14 ديسمبر 2023 م_
https://www.tg-me.com/us/مَشَايخُ الدَّعْوةِ السَلَفِيةِ بِالْجَزَائِرِ/com.ALGSALAF/20742
BY مَشَايخُ الدَّعْوةِ السَلَفِيةِ بِالْجَزَائِرِ
Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 283
Share with your friend now:
tg-me.com/ALGSALAF/20742